...منتديات الســـــــادة الختمية الميرغنية...
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

...منتديات الســـــــادة الختمية الميرغنية...

مرحباً بكم في منتديات الســــــادة المراغنة (آل البيــــت عليهم السلام)
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
نرجو من الإخوة الأعضاء والزوار الكرام الحضور معنا في منتديات السادة بثوبها الجديد  www.khatmiya.com

 

 موكب حرائر آل البيت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشريف علي الشيخ
شباب الميرغني بكسلا الميرغنية
شباب الميرغني بكسلا الميرغنية
الشريف علي الشيخ


عدد الرسائل : 8
العمر : 45
الإقامة : السودان - مدينة كسلا - الختمية القديمة
تاريخ التسجيل : 03/10/2008

موكب حرائر آل البيت Empty
مُساهمةموضوع: موكب حرائر آل البيت   موكب حرائر آل البيت I_icon_minitimeالأحد 25 يناير 2009, 5:35 pm

بقلم / الشريف محمود أبوعائشه حامد الغمر
امين فرع الرابطة العلمية العالمية للانساب الهاشمية بالجمهورية السودانية الشقيقة


موكب حرائر آل البيت

-----------------------------------------

بعد استشهاد سيدي أبا عبدالله الحسين

*سقط سيدي الامام أبا عبدالله الحسين على الأرض ......
فتقدّم زرعة بن شريك، فضربه على عاتقه،
وتقدم سنان بن أنس وطعنه في ترقوته ثم في بواقي صدره ثم رماه بسهم في نحره، ولم يرد صالح بن وهب أن يتخلف عن صاحبيه فطعن سيدي الحسين في جنبه.
********
صرخت أم كلثوم: "وا محمّداه.. وا أبتاه.. وا عليّاه.. وا جعفراه.. وا حمزتاه..
هذا الحسين بالصحراء صريع بكربلاء".
..."ليت السماء أطبقت على الأرض..... ليت الجبال تدكدكت على السهل".
ثم صاحت فيهم: "ويحكم أما معكم مسلم"؟
فكانت الإجابه أن نزل أحدهم ليضرب سيدي أبا عبدالله بالسيف اثني عشرة ضربة....ولم يكفه ذلك فأحتزّ رأسه الشريف ..
*********
واقبل القوم على سلبه....
- اسحق بن حوية يأحذ قميصه الشريفه ....
- الأخنس بن مرشد بن علقمة الحضرمي يأخذ عمامته الشريفه
- الأسود بن خالد يأخذ نعليه...
- الأسود بن حنظلة يأخذه سيفه .....
- يتقدم آخر رأى خاتم سيدي الحسين في إصبعه والدماء عليه فقطع إصبعه واخذ الخاتم.

أترجو أمّة قتلت حسيناً شفاعة جدِّه يوم الحساب؟؟؟؟؟؟؟؟؟


سبايا آل البيت الكريم في الكوفة

بعد هذا المشهد الدامي الرهيب ... كان هناك منظرا آخر يخلع القلوب وتنفطر له الأكباد....
حُملت عقائل النبوة وحرائر الوحي سبايا إلى الكوفة ...ومعهن الأيتام،
...وقد ربطوا بالحبال، .....وحملوا على جمال بغير وطاء،
....وقد عزفت أبواق الجيش، .....وخفقت راياتهم....

* مسلم الجصّاص يصف لنا هذا المنظر الرهيب، فيقول:
دعاني ابن زياد لإصلاح دار الإمارة بالكوفة فبينما أجصص الأبواب، وإذا بالزعقات قد ارتفعت من جميع الكوفة، فقلت لأحد خدام القصر:
مالي أرى الكوفة تضجّ؟
الساعة يأتون برأس خارجي خرج على يزيد.
من هذا الخارجي؟
الحسين بن عليّ.
وكان هذا النبأ كالصاعقة على رأسه، فقد أخذ يلطم على وجهه حتى خشي على عينيه أن تذهبا، وغسل يديه من الجص، وخرج من القصر، ..
يقول: فبينما أنا واقف والناس يتوقّعون وصول السبايا والرؤوس إذ أقبل أربعون جملاً تحمل النساء والأطفال، وإذا بعليّ بن الحسين على بعير بغير غطاء، وأوداجه تشخب دماً، وهو يبكي ويقول:

يــــا أمة السوء لا سقيا لربعكم يا أمة لم تراع جــدّنا فيــــنا
لو أنّـــــنا ورسول الله يجمعنا يوم القيامة ما كنـــــتم تقولونا
تسيرونــــا على الأقتاب عارية كـــأنّنا لـم نــشيد فيكم دينا

وتحدّث حذيم بن شريك الأسدي عن ذلك المنظر المؤلم يقول: قدمت إلى الكوفة ســنة (61هـ) عند مجيء عليّ بن الحسين من كربلاء إلى الكوفة، ومعه النسوة وقد أحاطت بهم الجنود، وقد خرج الناس ينظرون إليهم، وكانوا على جمال بغير غطاء، فجعلت نساء أهل الكوفة يبكين ويندبن، ورأيت عليّ بن الحسين قد أنهكته العلّة، وفي عنقه الجامعة، ويده مغلولة إلى عنقه،
..وهو يقول بصوت ضعيف: (إن هؤلاء يبكون وينوحون من أجلنا فمن قتلنا).
وانبت إحدى السيّدات فسألت إحدى العلويات وقالت لها:
من أي الأسارى أنتن؟
فأجابتها العلوية:
نحن اُسارى أهل البيت.
وكان هذا النبأ عليها كالصاعقة فصرخت، وصرخت الّلاتي كنّ معها، ودوي صراخهن في أرجاء الكوفة، وبادرت المرأة إلى بيتها فجمعت ما فيه من اُزر ومقانع فجعلت تناولها إلى العلويات ليتسترن بها عن أعين الناس، كما بادرت سيدة اُخرى فجاءت بطعام وتمر، وأخذت تلقيه على الصبية التي أضناها الجوع،
ونادت السيّدة اٌمّ كلثوم من خلف الركب:
(إنّ الصدقة حرام علينا أهل البيت..).
ولمّا سمعت الصبية التي تربّت بآداب أهل البيت مقالة عمّتهم رمى كل واحد ما في يده أو ما في فمه من الطعام، وراح يقول لمن معه: إنّ عمتي تقول: (الصدقة حرام علينا أهل البيت..).

خطاب العقيلة زينب بنت علي رضي الله عنهما
حينما رأت حفيدة الرسول صلّى الله عليه وسلم زينب ...الجموع الزاخرة التي ملأت الشوارع والأزقة، وقد أحاطت بها اندفعت إلى الخطابة لبلورة الرأي العام، وإظهار المصيبة الكبرى التي داهمت العالم الإسلامي بقتل ريحانة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وتحميل الكوفيّين مسؤولية هذه الجريمة النكراء، فهم الذين نقضوا ما عاهدوا الله عليه من نصرة سيدي الإمام الحسين رضي الله عنه والذبّ عنه،ولكنّهم خسروا ذلك وقتلوه ثم راحوا ينوحون ويبكون، كأنهم لم يقترفوا هذا الإثم العظيم، ..

قامت السيدة زينب خطيبه : (الْحَمْدُ للهِ، وَالصَّلاَةُ عَلىَ جَدِّي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الأَخْيَارِ.
اَمَّا بَعْدُ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، يَا أَهْلَ الْخَتْلِ والْغَدْرِ، أَتَبْكُونَ؟!
فَلَا رَقَأَتِ الدَّمْعَةُ، ولَا هَدَأَتِ الرَّنَّةُ، إِنَّمَا مَثَلُكُمْ كَمَثَلِ الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً،
تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ.
أَلاَ وَهَلْ فِيكُمْ إِلَّا الصَّلَفُ وَالنَّطَفُ، وَالصَّدْرُ الشَّنِفُ، وَمَلَقُ الإمَاءِ، وَغَمْزُ الْأَعْدَاءِ؟!
...أَوْ كَمَرْعىَ عَلىَ دِمْنَةٍ، أَوْ كَفِضَّةٍ عَلىَ مَلْحُودَةٍ، ...أَلَا سَاءَ مَا قَدَّمْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْكُمْ وَفِي الْعَذَابِ أَنْتُمْ خَالِدُونَ.
أَتَبْكُونَ وَتَنْتَحِبُونَ؟! إِيْ وَاللهِ فَابْكُوا كَثِيراً، واضْحَكُوا قَلِيلاً، فَلَقَدْ ذَهَبْتُمْ بِعَارِهَا وَشَناَرِهَا،
.....وَلَن تَرْحَضُوهَا بِغَسْلٍ بَعْدَهَا أَبَداً، وَأَنّى تَرْحَضُونَ قَتْلَ سَلِيلِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنِ الرِّسَالَةِ،
....وَسَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَلاَذِ خِيَرَتِكُمْ، وَمَفْزَعِ نَارِلَتِكُمْ، وَمَنَارِحُجَّتكُم، وَمِدْرَةِ سُنَّتِكم.
أَلاَ سَاءَ مَا تَزِرُونَ، وَبُعْداً لَكُمْ وَسُحقاَ، فَلَقَدْ خَابَ السَّعْيُّ، وَتَبَّتِ الأّيدِي، وَخَسِرَتِ الصَّفْقةُ،
...وَبُؤْتُمْ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ، وَضُربَتْ عَلَيْكُمُ الذَّلَّةُ وَالمَسْكَنةُ.
وَيْلَكُمْ يَا أَهلَ الْكُوفَةِ، أَتَدْرُونَ أَيَّ كَبِدٍ لِرَسُولِ اللهِ فَرَيْتُم؟! وَأيَّ كَرِيمَةٍ لَهُ أبْرَرْتُمْ؟! .وَأَيَّ دَمٍ لَهُ سَفَكْتُمْ؟!
...وَأّيَّ حُرْمَةٍ لَهُ انتَهَكْتُمْ؟! لَقَدْ جِئْتُمْ بِهَا صَلعَاءَ عَنْقَاءَ سَوْدَاءَ فَقُمَاءَ.
وَفي بَعْضِهَا: خَرْقَاءَ شَوْهَاءَ، كَطِلاَعِ الأَرْضِ وَمِلاءِ السَّمَاءِ.
أَفَعَجِبْتُمْ أَنْ مَطَرَتِ السَّمَاءُ دَماً، وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزىَ وَأَنْتُمْ لاَ تُنْصَرُونَ، فَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكُمْ الْمَهلُ،
....فَإِنَّهُ لاَ يَحْفُزُهُ الْبِدَارُ وَلا يَخَافُ فَوْتَ الثَّارِ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَبِالأْمِرصَادِ).
********
لقد قرعتهم عقيلة الرسول بخطابها البليغ، وعرّفتهم زيف إسلامهم، وكذب دموعهم، وأنّهم من أحطّ المجرمين، فقد اقترفوا أفضع جريمة وقعت في الأرض، فقد قتلوا المنقذ والمحرّر الذي أراد لهم الخير، وفروا بقتله كبد رسول الله صلّى الله عليه وسلم وانتهكوا حرمته، وسبوا عياله، فأي جريمة أبشع من هذه الجريمة.
********
اضطراب الرأي العام
واضطرب أهل الكوفة من خطاب سليلة النبوة،
وهذا حذيم الأسدي يصف لنا مدى الأثر البالغ الذي أحدثه خطاب العقيلة زينب يقول:
لم أر والله خفرة أنطق منها، كأنّما تفرغ عن لسان الإمام أمير المؤمنين ، ورأيت الناس بعد خطابها حيارى، واضعي أيديهم على أفواههم، ورأيت شيخاً قد دنا منها يبكي حتى اخضبت لحيته وهو يقول: بأبي أنتم واُمي، كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب، ونسلكم لا يبور ولا يخزى أبداً.
ورأى الإمام زين العابدين الوضع الراهن لا يساعد على استمرارها في الخطاب، فقطع عليها خطبتها قائلاً: (اسكتي يا عمّة فأنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة، وفهمة غير مفهمة).
********
خطاب السيّدة فاطمة
وانبرت السيّدة فاطمة بنت سيدي أبا عبدالله الحسين فخطبت أبلغ خطاب ، وكانت طفلة وقد برزت فيها معالم الوراثة النبوية، فقالت:
أَلْحَمدُ للهِ عَدَدَ الرَّمْلِ وَالحصىَ، وَزِنَةَ العَرشِ إَلىَ الثَّرىَ، أَحمَدُهُ وَأُؤُمِنُ بِهِ وَأتَوَكَّلُ عَلَيهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ذَبِحُوا بشَطِّ الْفُرَاتِ بِغَيرِ ذَحْلٍ وَلاَ تِراثٍ.
أَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَريَ عَلَيكَ الْكذِبَ، وَأَنْ أَقُولَ عَلَيْكَ خِلاَفَ مَا أَنْزَلتْ مِنْ أَخذِ الْعُهُودِ لِوَصِيَّهِ عَليٍّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ، الْمَسْلوبِ حَقُّهُ، الْمَقْتُولِ بِغَيْرِ ذَنْبٍ - كَمَا قُتِلَ وَلَدُهُ بِالأَمسِ - في بيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، فِيهِ مَعْشرُ مُسْلِمَةُ بأَلْسِنَتِهمْ، تَعساً لِرُؤُوسِهِمْ،مَا دَفَعَتْ عَنْهُ ضَيْماً فِي حَيَاتِهِ وَلاَ عِنْدَ مَمَاتهِ، حَتّىَ قَبَضْتَهُ إِليكَ مَحْمُودَ النَّقِيبَةِ، طَيِّبَ الْعَرِيكَةِ، مَعْرُوفَ الْمَنَاقِبِ، مَشْهُورَ الْمذَاهِبِ، لَمْ تَأُخُذْهُ اللَّهُمَّ فِيكَ لَوْمَةُ لآَئِمٍ وَلاَ عَذْلُ عَاذِلٍ، هَدَيُتَهُ يَا رَبِّ لِلإسْلاَمِ صَغيراً، وَحمِدْتَ مَنَاقِبَهُ كَبِيِراً، وَلَم يَزَلْ نَاصِحاً لَكَ وَلِرَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيِهِ وَآلِهِ حَتّىَ قَبَضْتَهُ إِليْكَ، زِاهِداً فِي الدُّنْيَا، غَيْرَ حَرِيصٍ عَلَيْهَا، رَاغِباً فِي الآخِرَةِ، مُجَاهِداً لَكَ فِي سَبِيلِكَ، رَضِيتَهُ فَاخْتَرْتَهُ وَهَدَيْتَهُ إِلىَ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

أَمَّا بَعْدُ، يَا أَهْلَ الكُوفَةِ، يَا أَهْلَ الْمَكْرِ وَالْغَدرِ وَالْخُيَلاَءِ، فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ إِبْتَلاَنَا اللهُ بِكُمْ وَابْتَلاكَمْ بِنَا، فَجَعَلَ بَلاَءَنَا حَسَناً، وَجَعَلَ عِلْمَهُ عِنْدَنَا وَفَهْمَهُ لَدَيْنَا، فَنَحْنُ عَيْبَةُ عِلْمِهِ وَوَعَاءُ فَمْهِهِ وَحِكْمَتِهِ وَحُجَّـتِهِ عَلىَ أَهْلِ الأَرضِ فِي بِلاَدِهِ لِعِبَادِهِ، أَكْرَمَنَا اللهُ بِكَرَامَتِهِ وَفَضَّلَنَا بِنَبيِّهِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم عَلىَ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضيلاً بَيِّناً.
فَكَذَّبْتُمُونَا، وَكَفَّرْتُمُونَا، وَرَأَيْتُمْ قِتَالنَا حَلالاً وَأَمْوَالَنَا نَهْباً، كَأَنَّنَا أَوْلاَدُ تُرْبٍ أَوْ كَابُل قَتَلْتُمْ جَدَّنَا بِالأَمسِ، وَسُيُوفُكُم تَقْطُرُ مِنْ دِمَائنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، لِحِقْدٍ مُتَقَدَّمٍ، قَرَّتْ لِذَلِكَ عُيُونُكُمْ، وَفَرِحَتْ قُلُوبُكُمْ، إِفْتِراءً عَلَى اللهِ وَمَكْراً مَكَرْتُمْ، وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرينَ.
فَلاَ تَدْعُونَّكُم أَنْفُسُكُمْ إِلى الْجَذَلِ بِمَا أَصَبْتُمْ مِنْ دِمَائِنَا وَنَالتْ أَيْدِيَكُمْ مِنْ أَمْوَالِنَا، فَإِنَّ مَا أَصَابَنَا مِنَ الْمَصَائِبِ الْجَلِيلَةِ وَالرَّزَايَا الْعَظِيمَةِ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلُ أَنْ نَبْرَأَهَا، إَنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرُ، لِكَيْلاَ تأْسُوا عَلىَ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفُرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ، وًاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ.

تَبّاً لَكُمْ، فَانْتَظِرُوا اللَّعْنَةَ وَالْعَذَابَ، فَكَأَنَّ قَدْ حَلَّ بِكُمْ، وَتَوَاتَرتْ مِنَ السَّمَاءِ نَقِماتُ، فَيُسْحُتكُمْ بِعَذَابٍ وَيَذِيقُ بَعْضُكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ثُمَّ تُخَلَّدُونَ فِي الْعَذابِ الأَلِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَا ظَلَمْتُمونَا، أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.
وَيْلَكُمْ، أَتَدْرُونَ أَيَّةُ يَدٍ طَاعَنَتْنَا مِنْكُمْ؟! وَأَيَّةُ نَفْسٍ نَزَعَتْ إلى قِتَالِنَا؟! أَمْ بِأَيَّةِ رِجْلٍ مَشَيْتُمْ إليْنَا تَبْغُونَ مَحَارَيَتَنَا؟!
قَسَتْ وَاللهِ قُلُوبُكُمْ، وَغَلْظَتْ أَكْبَادُكُمْ، وَطُبِعَ عَلىَ أَفْئِدَتِكُمْ، وَختِمَ عَلىَ أَسْمَاعِكُمْ وَأَبْصَاركُمْ [رسَوَّلَ لَكُمُ الشَّيْطَانُ وَأَمْلى لَكُمْ وَجَعَلَ عَلىَ بَصَرِكُمْ] غِشَاوَةً فَأَنْتُمْ لاَ تَهْتَدُونَ.
فَتَبّاً لَكُمْ يَا أَهلَ الْكُوفَةِ، أَيُّ تِراتٍ لِرَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلم قِبَلَكُمْ وَُحُولٍ لَهُ لَدَيْكُمْ بِمَا غَدَرْتُمْ بِأَخِيهِ عَليّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ جَدِّي وَبَنبيهِ وَعِتْرَةِ النَّبيِّ الأَخْيَارِ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِمْ، وَافْتَخَرَ بِذَلِكَ مُفْتَخِرُكْمْ فَقَاَل:

نَحـنُ قَــتَلْنَا عَلِيّاً وَبَنِي عَلِيٍّ بـِـسُيُوفٍ هِــنْدِيَّةٍ وَرِمَـاحْ
وَسَـبَيْنَا نِــسَاءَهُمْ سَبْيَ تُرْكٍ وَنَطـَحْنَاهُمْ فَـأَيُّ نِـــطَاحْ

بِفِيكَ أَيُّهَا الْقَائِلُ اْلكَثكَثُ وَالأَثْلَبُ، إِفْتَخَرْتَ بِقَتلِ قَوْمٍ زَكَّاهُمُ وَأَذْهَبَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، فَاكْظِمْ وَاقْعِ كَمَا أَقْعىَ، فَلإِنَّمَا أَبْوكَ فَإِنَّما لِكُلِّ امرْءٍ مَا اكتَسَبَ وَمَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ.
أَحَسَدْتُمونا - ويْلاً لَكُمْ- عَلىَ مَا فَضَّلَنَا اللهُ.
فَـــــمَا ذَنْبُنَا إِنْ جَاشَ دَهْراً بُحُورُنَا وَبَــحْرُكَ سَاجٍ لاَ يُوَارِي الدَّعَامِصَا
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور).

*****************
صدى خطابها
وأثّر خطاب السيّدة الزكية فاطمة في نفوس الجماهير، فقد وجلت منه عيونهم ووجلت قلوبهم، وعرفوا عظيم ما اقترفوه من الإثم فاندفعوا ببكاء قائلين:
حسبك يابنة الطاهرين، فقد أحرقت قلوبنا، وأنضجت نحورنا، وأضمرت أجوافنا.
وأمسكت السيّدة عن الكلام، وتركت جماهير الكوفيّين في محنتهم وشقائهم.
********
خطاب السيّدة اُمّ كلثوم
وانبرت حفيدة الرسول السيّدة اُمّ كلثوم إلى الخطابة فأومأت إلى الناس بالسكوت، فلمّا سكنت الأنفاس بدأت بحمد الله والثناء عليه، ثم قالت:
(مه يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، سُوْءاً لَكُمْ، مَا لَكُمْ خَذلْتُمْ حُسَيْناً وَقَتَلْتُمُوُه وَانْتَهَبْتُمْ أَمْوَالًهُ وَوَرِثْتُمُوهُ وَسَبيتُمْ نِسَاءَهُ وَنَكَبْتُمُوهُ؟! فَتَبّاً لَكُمْ وَسُحْقاً.
وَيْلَكُمْ، أَتَدْرُون أَيُّ دَوَاهٍ دَهَتْكُمْ؟ وَأَيَّ وزْرٍ عَلىَ ظُهُورِكُمْ حَمَلْتُمْ؟ وَأَيَّ دِمَاءٍ سَفَكْتُموُهَا؟! قَتَلْتُمْ خَيْرَ رِجَالاَتٍ بَعْدَ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلم وَنُزِعَتِ الرَّحْمَةُ مِنْ قُلوُبِكُمْ، أَلاَ إِنَّ حُزْبَ إِنَّحُزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبوُنَ وَحِزبُ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
واضطرب الكوفيون من خطابها فنشرت النساء شعورهن ولطمن الخدود، ولم ير أكثر باكٍ ولا باكية مثل ذلك اليوم.

********

خطاب الإمام زين العابدين
وانبرى إلى الخطاب الإمام زين العابدين فقال بعد حمد الله والثناء عليه:
(أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسِي: أَنَا عَلِيُّ بْنُ الحُسيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَا ابْنُ الْمَذْبُوحِ بِشَطِّ الْفُرَاتِ مِنْ غَيرِ ذَحْلِ وِلاِ تِرَاتٍ، أَنَا ابنُ مَنِ انْتُهِكَ حَرِيمُهُ وَسُلِبَ نَعِيمُهُ وَانْتُهِبَ مَالُهُ وَسُبِيَ عِيَالُهُ، أَنَا ابْنُ مَنُ قُتِلَ صَبْراً وَكَفىَ بِذَلِكَ فَخْراً.
أَيُّهَا النَّاسُ، نَاشَدْتُكُمُ اللهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كَتَبْتُمْ إِلى أَبِي وَخَدَعْتُمُوهُ وَأَعْطَيْتُمُوهُ مِنْ أَنْفُسِكُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ وَالْبَيْعَةَ وَقَاتَلْتُمُوهُ وَخَذَلْتُمُوهُ؟! فَتَبّاً لِمَا قَدَّمْتُمْ لأَنْفُسكُمْ وَسَوْءاً لِرَأُيكُم، بِأَيَّةِ عَيْنٍ تَنْظُرُون إِلى رَسُولِ اللهِ (صلّى الله عليه وسلم إِذْ يَقُولُ لَكُمْ: قَتَلْتُمْ عِتْرَتِي وَانتَهَكْتُمْ حُرْمَتِي فَلَسْتُمْ مِنْ أُمَّتِي؟!).
رَحِمَ امْرءاً قَبِلَ نَصِيحَتِي وَحَفِظَ وَصِيَّتِي فِي اللهِ وَفِي رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَإِنَّ لَنَا فِي رَسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةُ).
********

فهتفوا قائلين: نحن يا بن رسول الله سامعون، مطيعون، حافظون لذمامك غير زاهدين فيك، ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله، فإمّا حرب لحربك وسلم لسلمك، نبرأ ممن ظلمك وظلمنا.
وردّ الإمام عليهم هذا الولاء الكاذب قائلاً:

(هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، أَيَّتُها الْغَدَرَةُ الْمَكَرَةُ، حِيلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ شَهَواتِ أَنْفَسٍكُمْ، أَتُريدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ كَمَا أَتَيْتُمْ إِلىَ أَبِي مِنْ قَبْلُ؟! كَلاّ وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ، فَإِنَّ الْجَرْحَ لَمَّا يَنْدَمِلُ، قُتِلَ أَبِي صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ بِالأَمْسِ وِأَهْلُ بَيْتِهِ مَعَهُ، وَلَمْ يُنْسَ ثَكْلُ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلم وَثَكْلُ أَبي وَبَنِي أَبِي، وَوَجَدَهُ بَيْنَ لِهَاتِي وَمَرَارَتُهُ بَيْنَ حَنَاجِرِي وَحَلْقِي، وَغُصَصُهُ تَجرِي فِي فِرَاشِ صَدْرِي.

وأمسك الإمام عن الكلام، وتركهم حيارى يندبون حظّهم التعيس








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sheikh.tk
 
موكب حرائر آل البيت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ال البيت
» فضل آل البيت
» محبه ال البيت
» نسب السادة المراغنة آل البيت...
» افراح ال البيت الميرغنى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
...منتديات الســـــــادة الختمية الميرغنية... :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: