أحبتي الكرام...
نهاركم سعيد...
بمناسبة ذكرى إسراء الحبيب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت المقدس وعروجه إلى السموات العُلا أتقدم إليكم بأسمى آيات التهاني وأزكى التبريكات مُتمنياً الله تعالى أن يُعيد عليكم هذه المناسبة وأنتم وجميع الأُمة الإسلامية بخير وعافية...
وأهديكم مع صادق محبتي ذكرى الإسراء والمعراج كما أوردها حفيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولانا السيد/ محمد عثمان الميرغني "عليه السلام"... في مولده المسمى الأسرار الربانية اللوح العاشر...
ثم اخذ يتحنث في جبل حراء في المغارة التي هي بالخيرات حَرِية ☼ ويعود الى أهله ويرجع إليها في بعض الأحيان ☼ فجاءه الملك فقال له اقرأ فقال ما أنا بقارء فغطه غطة حِلْميّة ☼ ثم قال له اقرأ فقال ما انا بقارء فغطه اخرى بنُصحان ☼ ثم قال له اقرأ باسم ربك الذي خلق وذالك بدء الوحي للحضرة المحمودية ومن ثم تواتر الأمرُ احيانا حتى نزول القرءان ☼ وقبل ان يهاجر بسنة على الصحيح للديار اليثريبية ☼ جاءه جبريل فأَسْرَى به إلى بيت المقدس كما حرره الشيخان ☼ واتاه بالبراق ملجما فاستصعب بعنوفةٍ بهيمية ☼ فقال له جبريل ما ركبك عبد اكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم ابن عدنان ☼ ثم بعد بيت المقدس رقى به الى السموات بعد ان صلى بالنبيين واسقي الشربة اللبنية ☼ فلقي آدم في الأولى وفي الثانية ابني الخالة يحيى وعيسى ذوي الإحصان ☼ وفي الثالثة وجد يوسف ذا المحاسن الذي افتَتَنت به زليخا الأولية ☼ وفي الرابعة ادريس الذي قال فيه ورفعنا ه مكانا عليا في التبيان ☼ وفي الخامسة هارون وفي السادسة موسى الذي ردّه لتخفيف الصلاة الفرضية ☼ فرجعَتْ بعد خمسين خمسا في النهار ثلاثةٌ وفي اليل فرضان ☼ وفي السابعة ابراهيم متكئا على البيت المعمور بالضياءات الوسعية ☼ الذي يدخله كل يوم سبعون الف ملك بحسبان ☼ ثم انهم لا يعودونه الى يوم القيامة البغتية ☼ فما اعلى هذا المقامَ كيف وهومقامُ خليل الرحمن ☼ ولم يزل يرقى صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهى الى حضرة العرشية ☼ وعلا الحُجْبَ وخاطب مولاه ورآه كما قال ابن عباس عيان ☼ ورجع وكل ذالك كان في بعض ليلة فما اعظم هذه المعجزات الشَّهرِية ☼ واخبر قريشا فكذبه اهل البغي والخذلان ☼ فجاء بالعلامات واخبر بالعير التي كانت له مرئيَّة ☼ وصدقه الصديق لسبق العناية له فتيقظ يانومان ☼
ـــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم على الذات المحمدية
واغفر لنا ما يكون وما قد كان
ــــــــــــــــــــــــــ
تشطير قصيدة سيدي الشيخ محي الدين بن عربي تأليف سيدي محمد سيد الختم رضي الله عنه
عليك صلاة الله يا خير من سرى... ويا خير مبعوث واكرم مرسلا
ألم تر إن الله أسرى بعــبده... بجسم وروح كي يبالغ في الإعطى
من الكعبة العظمى التي أنبث نورها... من الحرم الأدنى إلى المسجد الأقصى
إلى أن على السبع السماوات قاصدا... يرى المصطفين المجتبين اولي الإدنا
الى عرصات زادها الله رفعة... الى بيته المعمور بالملإ الأعلى
الى السدرة العليا وكرسيه الأحمى... محل التدلي والتجلي في الإنها
اللى الأفق الأعلى المبين الى الهبا... الى عرشه الأسنى الى المستوى الأزهى
الى سبحات الوجه حتى تقشعت... مجالي من الأسماء بالمظهر الأسمى
فأبدى التجلي بالإنارة ماجلا... سحاب العمى عن عين مقلته الجلا
فكان تدلّيه على الأمر إذ دنا... لعالمه الأصفى ومورده الأزكى
طوى بعنايات مراتب الإصطفا... من الله قُرباً قاب قوسين أوْأدنى
وكانت عُيوُن الكون عنه بمعزلٍ... وأسماعُه لو يستعينون بالإصغا
ومن حضرة الذات الصفات تناوبت... تُلاحظ مايسقيه بالمورد الأحلى
يخاطبه بالأنس صوت عتيقه... ليقوى مناه بالمكالمة الأولى
ومن خلف ستر الكبريا جاءه الندا... توقف قرب العرش سبحانه صلى
فازعجه ذاك الخطاب وقال هل... تقيد مولانا بإطلاقه جلا
هو الصمد الرحمن والرب بعد ذا... يصلي الهي ما سمعت به يتلى
وشال حجاب العلم عن عين قلبه... رأى ذاته في رتبة القبلة العظمى
افيضت علينا الخمس مأدبة اللقا... وأوحى اليه بالغيوب الذي أوحى
فعاين ما لا يقدر الخلق قدره... جمالا تظاهر بالصيانة والإخفا
فأهله في ان يكون مشفعا... وايده الرحمن بالعروة الوثقى
فالفاه شواقا الى وجه ربه... يود رجوعا نحو عالمه الأنسى
تجلّى له الله الكريم بصورة... واكرمه الرحمن بالمنظر الأجلى
ومن قبل ذا قد كان أشهد قلبه... لمستقبل ياتيه بالآية الكبرى
وشاهد جبريل الأمين بحاله... بغار حراء قبل ذالك في النجوى
وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد... وعلى آله الطيبين الطاهرين... وصحبه المجتبين...
ولا تنسوني أحبتي من صالح دعواتكم...
ولكم جميعاً قواسيب مودتي...
أبو الحُسين...