مولانا الميرغني في زيارة لديار السمانية والأزهري والخليفة تاج السر علي الشيخ
لقد ظل مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ومنذ حضوره للوطن قبل ثلاثة أشهر وهو في استقبالات لا تنتهي يتواصل فيها النهار بالليل ولحشود جماهيرية تأتي من كل أنحاء السودان وفي لقاءات لا تتوقف ولا تنقطع، ولهذه الأسباب فهو لم يتمكن من أداء واجب العزاء في أقرب المقربين له الذين رحلوا في فترة غيابه عن السودان وهم كثر وجميعهم من أبناء السودان الذين يهمه أمرهم، ومن خلال الأيام الفائتة استطاع أن يفلت من جموع المستقبلين ليذهب الي مدينة ام درمان لأداء واجب العزاء في شخصيات لها أهميتها الدينية والوطنية، وقد كانت بداية الزيارة لدار الزعيم الأزهري وذلك من أجل التعزية في فقيد الوطن الأستاذ محمد الأزهري ، وقد كان لتعزية مولانا الميرغني أثرها عند أسرة الفقيد العزيز، ثم من هناك اتجه سيادته الي دار أهل الطريقة السمانية حيث مقام سيدي الشيخ قريب الله وكان في استقباله أبناء الشيخ حسن الفاتح وعلى رأسهم أخوهم الشيخ محمد وقد تقبلوا التعزية من مولانا الميرغني في والدهم الشيخ حسن الفاتح، وإني قد كنت من السعداء بهذه الزيارة وهذه التعزية لمكانة الشيخ حسن في نفسي وقد ظللت أعتز به كعالم جليل يحسب من أهلي وعشيرتي، كما أن هذه التعزية قد أسعدتني لأنني أعلم ما كان بينه والسيد محمد عثمان من علاقات وود واحترام كما يوجد علاقة تاريخية بين الشيخ قريب الله ومولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنهما، كما أنني أعلم بان هذا الترابط القوي ورثه المريدون في الطريقة السمانية وغرس في داخلهم محبةً وتقديراً للسادة المرغنة والطريقة الختمية، لقد تلمست كل هذا وأحسست به عند كل من تقابله عند هؤلاء، وقد عبّر عن هذا الشيخ محمد ابن الشيخ حسن في كلماته الصادقة والمعبرة التي القاها امام مولانا معددا ماكان بين السمانية والختمية، وقال بان مولانا الميرغني اليوم في داره.ثم تواصلت الزيارة الى دار الشيخ الطيب ابن الشيخ الفاتح حيث كان الاستقبال بالمثل حارا وطيبا وتجسدت فيه روح المحبة المتبادلة بين السادة المراغنة والسادة الطيبية ومريديهم في الطريقة السمانية والطريقة الختمية، والتي آمل ألا تفسد بينهم سياسة فرق تسد والتي نرى بأنها قد ارادت ان تزرع بذرتها الخبيثة بين رجال الطرق الصوفية كما فعلت ذلك بين الاحزاب السياسية، وهي نراها الآن تحاول ان تستميل بعض هؤلاء أو تشجع روح الخلاف بين اسرتين، وقد لاحظت هذا في الزيارة الاخيرة التي قام بها مولانا الميرغني حيث كان الاستقبال في البيتين واحداً في شكله ومظهره ومستوى الترحيب والجماهير، ولكن في الصباح وأنا أستمع لنشرة أنباء التلفزيون استمعت لخبر لقاء مولانا الميرغني في دار الشيخ الطيب ولم يأت النبأ بذكر اللقاء الذي تم في دار أبناء الشيخ حسن الفاتح، ومهما كانت المبررات بأن يكون الشيخ الطيب قد قدم دعوة للتلفزيون وقطعا ان التلفزيون قد سمع بان هناك لقاء يسبق هذا فالواجب أن يذهب لنقل اللقاء الأول أو الذي قبله في دار الزعيم الازهري، والمؤسف بأن ما حدث يعيد الى الأذهان بوجود أيادٍ بين أهل المؤتمر الوطني يزرعون الخلاف بين هذه الاسرة الواحدة وأحسب بأن هذا لو صدق فهو خطأ كبير بل هي جريمة لا ترضي الله ولا هي من أخلاق الاسلام في شئ، وشخصياً لا أتحيز لأي جهة من الاسرتين لانهما كما أعلم جميعا أبناء الشيخ الفاتح ابن الشيخ قريب الله ويجدان مني كل التقدير والاحترام إلا اذا كان الذي يقومان به من أجل دنيا وليس لدين، واني لا بد من اشيد بصحيفة (اخبار اليوم) التي كانت حضورا بالقلم والصورة في شخص الاستاذ عمرابي والمصور رضا، وقرأتها وقد نقلت المقابلات والزيارة بداية من دار الازهري وحتي دار الخليفة تاج السر علي الشيخ نقلا صادقا وأمينا. وقد تحرك مولانا من دار الطريقة السمانية الى دار الخليفة تاج السر علي الشيخ بحي العمدة والذي يرقد مريضا منذ فترة طويلة جعلها الله كفارة له وشفاه الله وعافاه وهو رجل قد ظل طيلة حياته من المقربين والمخلصين للطريقة الختمية وللسادة المراغنة منذ حياة مولانا السيد علي الميرغني ولهذا فلا غرابة ان يجد هذا الرجل الاهتمام ((نواصل))