مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا

أحبتي الكرام... نهاركم سعيد...

كتب الأُستاذ/ صلاح الباشا "حفظه الله" هذه الـ

مشاهدات من ليلة الذكري الميرغنية ببحري
براحات مسجد السيد علي بحلة خوجلي تزدحم بالختمية منذ الصباح الباكر
صلاح قوش وسوار الدهب و الخضر وأزهري التجاني في مقدمة الحضور
صباح ومساء الخميس الماضي لم يكن يوماً عادياً في الخرطوم بحري والتي يطلق عليها ومنذ زمان بعيد ( نوارة العاصمة المثلثة ). ذلك أن فيها قبة الشيخ حمد ود أم مريوم ، والشيخ خوجلي أبو الجاز ، والأخيرة يرقد في ثراها طيب الذكر مولانا السيد علي الميرغني منذ رحيله في العام 1968م، وبعد مضي أربعة عقود من ذلك الزمان ، إحتوى ذات الضريح إبنه مولانا السيد احمد علي الميرغني الذي أخذه الله تعالي إلي جواره أمسية الأحد الثاني من نوفمبر 2008م الماضي .
لقد درج السادة المراغنة، ورجالات الختمية ونساؤها أن يقيموا الذكري السنوية للسيد علي الميرغني في ذات المكان الذي يوجد فيه مسجده الكبير حيث أقيم الضريح في الركن الأيمن الجنوبي الغربي من المسجد.
لكن هذه المرة ، أتت إحياء الذكري لتشمل السيدين. ومازاد ذلك المساء اهمية قصوي في يوم الخميس الماضي هو وجود مرشد الختمية وزعيم الحزب الإتحادي الأصل وحادي ركبه مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الذي أتي إلي الوطن مرافقا لجثمان شقيقه السيد احمد المرغني .
والختمية بطبعهم يتميزون بخاصية الوفاء عالي المقام لشيوخ طريقتهم، لذلك لم يكن من المستغرب أن تجد الدموع تنساب في هدوء تام من مآقي الرجال لتبلل تلك الوجوه والصدور وهم يستمعون في ليلة الذكري بمسجد السيد علي إلي الخطباء الذين أعادوا إلي أذهان تلك الحشود كل المآثر والصفات التي كان يتصف بها السيد علي والسيد أحمد.
منصة الإحتفال شرفها بجانب رجالات الحزب والطريقة، شخصيات عديدة يأتي في مقدمتها المشير عبدالرحمن سوار الدهب وبجانبه السيد الفريق مهندس صلاح عبدالله قوش الذي جاء مبكراً والدكتور أزهري التجاني وزير الشؤون الدينية والأوقاف، فضلا علي وجود الكتور عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم، وممثلو الهيئات الدبلوماسية العربية والإسلامية والدولية.
الخليفة عبد المجيد عبد الرحيم، كان في مقدمة مستقبلي الضيوف بالمنصة، والسيد محمد الحسن سر الختم الميرغني والسادة أبناء المراغنة كانوا حضورا مبكرا. وقد إزدحمت المنصة علي سعتها برجالات الطرق الصوفية وخلفاء الختمية وقيادات الحزب الإتحادي الديمقراطي. ولكن ما يلفت النظر فعلا هي تلك الحشود الكبيرة من نساء الطريقة الختمية من كافة مناحي العاصمة، وقد كن يقاطعن مهرجان الذكرى الخطابي بالزغاريد التي كانت تشق عنان السماء بحلة خوجلي معلنة أعلى قيم الوفاء والتمسك المتين بالطريقة الختمية التي أضحت جزءا هاما من مكونات حياتهن الإجتماعية والدينية، وظلت تسكن داخل وجدانهن منذ أمد بعيد ، يتوارثنه جيلاً بعد جيل.

الشيخ عبدالعزيز محمد الحسن إمام مسجد السيد علي تلي خطاب السيرة الذاتية لمولانا السيد علي حيث عدد فيه الميلاد والنشاة والدراسة بالأزهر الشريف، ثم العودة إلي الوطن عن طريق ميناء سواكن في العام 1900م ، ثم عبر البطانة التي كان يخرج أهلها لإستقباله أينما حل موكبه حتي وصوله إلي أرض أجداده بحلة خوجلي بالخرطوم بحري في العام 1901م حيث أصبحت مقرا لسكناه حتي مات ودفن فيها.
وبعد ذلك تحدث ممثل رابطة طلاب الختمية بالجامعات والمعاهد العليا الذي سرد تاريخا مجيدا للراحلين، ثم تلاه مولانا حسن أبوسبيب الأمين العام لهيئة الختمية الذي جاء حديثه يحكي سردا واضح الملامح لحياة وأدوار السيد علي الميرغني والسيد أحمد، ذاكرا مقولة الزعيم الأزهري المشهورة عند الإحتفال بإستقلال السودان في 1/1/1956م حين قال : ( لولا جهود الأسد الرابض في حلة خوجلي لما نالت البلاد إستقلالها) .
تحدث الأستاذ حاتم السر الناطق الرسمي للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل عن السيرة الذاتية المختصرة للسيد أحمد الميرغني بأنه كان رئيسا منتخبا من البرلمان السوداني لمجلس السيادة السوداني عقب إنتخابات أبريل 1986م، ذاكرا الأدوار العديدة التي كان يكلفه بها والده السيد علي داخل وخارج البلاد، مثمناً الدور الكبير الذي قام به السيد احمد حين أرسله والده إلي العاصمة السعودية الرياض لإقناع طيب الذكر الملك فيصل بن عبدالعزيز لأهمية حضوره لمؤتمر القمة العربي بالخرطوم عقب نكسة الخامس من حزيران 1967م حتي يزيل سحائب القطيعة التي كانت ناشبة بين الزعيمين جمال عبدالناصر والملك فيصل ، حيث كان من أهم نتائج ذلك المؤتمر الذي عرف بإسم مؤتمر اللاءات الثلاث ( لاصلح ولا تفاوض ولا إعتراف بإسرائيل إلا بعد إنسحابها من الأرض التي إحتلتها في يونيو/حزيران 1967م ) بماعرفت بحرب الأيام الست.
حيث تكللت تلك الجهود بالدعم المادي من دول النفط إلي دول المواجهة وهي: مصر وسوريا والأردن ، فضلا علي الصلح الكبير وإنتهاء القطيعة بين الفيصل وعبدالناصر بالخرطوم فتحقق الوفاق العربي المستمر حتي اللحظة ، والذي كان من ثماره التاريخية إنتصار العرب بقيادة مصر في حرب عبور القناة وتحطيم خط بارليف في 6 أكتوبر 1973م .
كما ذكر حاتم السر المواقف القومية للسيد احمد الميرغني وهو خارج الوطن منذ يونيو 1989م حتي عودته في يناير 2001م حيث ظلت مقولته المشهورة تتردد (لا لنقطة دم سودانية واحدة ، لا للحرب ، نعم للسلام) حتي رحيله عن الدنيا.

ثم صعد الزعيم السيد محمد عثمان الميرغني إلي منصة الخطابة بعد أن قدمه بكلمات مؤثرات رائعات الخليفة صلاح سرالختم سكرتير عام هيئة الختمية، فتحدث الميرغني شاكرا تلك الجموع المحتشدة ، مؤمنا علي أهمية وحدة الصف الوطني والوفاق السوداني الخلاق عند الملمات حتي تجتاز البلاد كل الصعاب التي تواجهها الآن، ثم قدم الميرغني نجله السيد جعفر الصادق ليلقي الخطاب الرسمي المكتوب نيابة عنه. فشكر السيد جعفر والده الميرغني مؤكدا على تحملهم كأبناء له كل المهام والتكاليف التي يوجهها لهم السيد الوالد .

جاء في خطاب مولانا الميرغني : ( لقد عرفت الأمة السودانية لصاحب الذكري مولانا السيد علي الميرغني قدره ومكانته فخرجت عن آخرها في موكب مهيب إنتظم العاصمة المثلثة بكاملها يوم رحيله المشهود، وفاءً وعرفاناً، وتكرر هذا المشهد المهيب في يوم وداع نجله السيد أحمد الميرغني، وهذا دليل علي إمتداد الأمانة والوفاء، وهو ما نشهده اليوم في هذا الإحتفاء الكريم بتلك الذكري العطرة للراحلين المقيمين، والتي ستظل في قلوب المحبين والمخلصين علي تعاقب الزمان وتقادم الدهر).

وأضاف الميرغني في خطابه بأن الإحتكام للشعب هو الشرعية الحقيقية والمسار السليم لحكم البلاد ، ويجب أن يعطي الشعب السوداني حقه الثابت في التعبير والإختيار عبر إنتخابات حرة نزيهى لاتلبيس ولا تدليس ولا تضييق فيها.
ركز الميرغني في خطابه علي الدعوة في لم الشامل وتوحيد الإرادة الإتحادية ، كما دعا مرة أخري للوفاق الوطني الشامل لأنه الطريق الأمثل لتضميد جراح هذا الوطن والأخذ به إلي بر السلامة ، مؤكدا علي أن إنفصال الجنوب هو الخط الأحمر الذي يجب عد تخطيه مطلقاً .
ومن المشاهد الهامة في تلك الليلة أن جميع ساحات المسجد وبراحاته الواسعة في كل الجهات كانت تزدحم بحلقات الذكر والمدائح من كل ألوان طيف الطرق الصوفية التي أخذت كل منها جانبا براياتها وطبولها الصاخبة، وأزيائها المتباينة مشاركة للسادة الختمية في ذكري السنوية العطرة .

وخارج اسوار المسجد بجهاته الأربع ، كانت الأسواق المتعددة تعرض بضائعها من ملابس ومأكولات ومشروبات وأيضا ( حلاوة مولد ) جديدة. كما كانت النساء يتاجرن بكثافة في حلقات للأكل والشرب والشاي والقهوة والعصيرات ولعب الأطفال . وذلك قد ساعد كثيرا في أن تكون تلك الذكري السنوية بذات الموقع ترسخ أكثر مخيلة أهل الخرطوم بحري عموما وسكان حمد وخوجلي والدناقلة والصبابي علي وجه الخصوص.

وأخيراً ..... تبقي الذكري العطرة التي تتجدد كل عام لتتآلف قلوب أهل السودان أكثر ، ولتتحد الرؤي الوطنية أكثر ، حتي تعبر بلادنا كافة أشكال المطبات التي تواجهها من حين لآخر وصولاً إلي وطن آمن ومستقر يعيش الحريات والألفة والمحبة والإعتراف بالآخر ، بكامل معناها ... وكل عام وأنتم بخير،،،،

بارك الله فيك.
مشكور جداً على هذه المشاهد الطيبة.
اللهم صلي وسلم على الذات المحمدية...
واغفر لنا ما يكون وما قد كان...

شكراً قريبي السموءل على المرور الجميل... واهديك والأحباب هنا ما كتبه الأُستاذ نور الدين مدني في جريدة السوداني عدد اليوم:

من أجل وطن حر موحد ديمقراطي

نور الدين مدني ـ السوداني 16/11/2009م

* ظلت جماهير الحزب الإتحادي الديمقراطي تنتظر عودة مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب –مرشد الختمية- ليعزز دور الحزب الإتحادي في الساحة الداخلية ويدفع مع الأحزاب والفعاليات السياسية والمجتمعية الحراك السياسي الإيجابي لإستكمال العملية السلمية وتأمين وحدة البلاد وتحقيق التحول الديمقراطي ودفع استحقاقات التداول السلمي للسلطة ديمقراطيا.
* تعرض الحزب الاتحادي الديمقراطي مثله مثل غيره من الأحزاب السياسية خلال سنوات الإنقاذ الاولى إلى إبتلاءات كثيرة وكيد سياسي تسبب في ظهور تيارات اتحادية مختلفة, لكن قواعد الحزب ظلت متمسكة بقياداتها التاريخية وهي تسعى جاهدة للحفاظ على استمرار الحزب ومبادئه ودوره الوطني في الساحة الداخلية.
* لذلك لم يكن غريبا أن تتحول ذكرى السيد علي الميرغني السنوية التي تقام كل عام بمسجده بالخرطوم بحري إلى تظاهرة سياسية سلمية احتشد لها الإتحاديون زرافات ووحدانا. لذلك أيضا لم يكن غريبا من مولانا محمد عثمان الميرغني أن ينتهز هذه الفرصة ليعلن مواقف الحزب من القضايا المصيرية التي تواجه البلاد.
* جاء خطابه في هذه المناسبة متضمنا اشارات قوية اكد فيها ان وحدة البلاد خط احمر غير مسموح بتجاوزه, وان نار الانفصال ستحرق كل من يتلاعب بها مع تأكيد حق اهل الجنوب في تقرير مصيرهم وفق ارادتهم الحرة لذلك قال ان ذلك ينبغي ان يتم في مناخ ديمقراطي حر.
* لذلك ايضا ناشد الميرغني شريكي الحكم للنظر الى المآلات الخطيرة لاي جنوح نحو الانفصال وما يترتب على ذلك من تفتيت للوطن وتمزيق لنسيجه الاجتماعي مؤكدا ان وحدة الوطن وسلامته واستقراره امانة في عنق الجميع.
* الاشارة الثانية المهمة في خطاب الميرغني هو تأكيده على ضرورة الاحتكام للشعب لانه الشرعية الحقيقية والمسار السليم لحكم البلاد لذلك لابد من تأمين حقه الثابت في التعبير والاختيار عبر انتخابات حرة نزيهة لاتلبيس ولاتدليس ولا تضييق فيها.

* لذلك ايضا شدد على دعوة جموع الشعب للحرص على تسجيل اسمائهم في السجل الانتخابي والتمسك بحقوقهم الدستورية والوطنية من اجل ارساء وطن موحد حر ديمقراطي.
* ومع تأكيد دعوته للوفاق الوطني الشامل اكد حرصه على لم شمل وتوحيد الارادة الاتحادية واعادة ترتيب البيت الاتحادي ووحدة الصف الاتحادي وناشد الميرغني كل القيادات الاتحادية ان يأتوا الى كلمة سواء من اجل تعزيز مسيرة الحزب الاتحادي الديمقراطي المرتكزة على المؤسسية والديمقراطية.

الأخ العزيز / أبو الحسين لك التحية على الجهود المتواصلة في المشاركة الفعالة ، وربنا لا يحرمنا من مشاركاتك القيمة ، ومزيداً من النجاحات .[size24]

سنظل ان شاء الله ثابتين لا تغيرنا الاحداث ولا المتغيرات ، سنقول كلمتنا امام الاعداء ، ونظل اتحاديين حتى النخاع ، ونقف خلف مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في كل الأهوال ، ونظل جنده الذي يحارب به الأعداء ، وهذا هو دور الشباب في هذه المرحلة الهامة بتفعيل الأفكار والآراء وجمع كل الشباب وتنويرهم بما هو قادم وما هو مهم ، وتبقى الكلمة للشباب الان ليقول هآنحن قادمون ... هآ نحن قادمون .. قادمون .. فافسحوا لنا الطريق ...

وهذه دعوة منا جميعاً للتسجيل للانتخابات لنضمن حقنا ، وعندما قال مولانا ..انتو اسي سجلوا ... والكلام التاني خلوها في زمنوا .. يقصد التصويت .

فلا بد لتفويت الفرصة من هؤلاء ..... وهم يعملون لاضعاف بقية الاحزاب في التسجيل ليضمنوا عدم تصويتهم بفقدهم للتسجيل ..[/size][/

لك الشكرياود الباشا فقد أجدت.

بارك الله فيك كنا حضور لهذه الذكري العطرة والحمد لله توفقت في الذهاب باكراً وليس من ري كمن سمع والحمد لله علي ذلك

يا ربي ارضى يا كريم يا غنــي
عن محمد عثمان هذا الميرغني
سبط الرسول الطاهر المتشفـــع
يوم القيامة للعصــــي الماجـــن
يعلو الـى الزهــراء جدته التــي
حــازت لفخر لا يحــد بألســــن
جــــده الكــــرار ذاك علـــــينا
من عز بالصمصام دين مهيمـن
نجل ختـــم القوم شيخ طريقـــنا
من فيضــه يجري كماء الاعين
جـــده حســـن السمـــي ملاذنـا
كهـف اذا جـاء الزمان بمحــزن
وابن سلطـــان الزمان علـــــينا
فيــض الالــه العالــم المتمكــن
عقــد مــن الانوار صيغ جمانـه
يزري بضوء الشمس للمتمعــن
** اللهم احفظ سيادة مولاتا السيد محمد عثمان الميرغني واطل عمره وانصره نصر عزيز مقتدر **
مشاركة من عمرالفاروق محمد سليمان

لك جزيل الشكر الاخ عمر الفاروق ، وبوجودك نورت المنتدى ، جزاك الله خيراً على هذا النظم الجميل .

بارك الله فيكم جميعا ونسأل الله التوفيق والسداد والثبات

» الاتحادي يرفع عصاه في أضخم ليلة سياسية ببحري ( صور )
» الذكرى السنوية للسيدة مريم الميرغنية .
» الشيخ صلاح كل سنه وانت طيب
» كلمة الخليفة صلاح سرالختم بشندي
» الوطن اولا بقلم الخليفه النحلان