يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَاتشعرون
يقول القرطبى فى تفسير قوله تعالى: وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
أي لا تخاطبوه : يا محمد , ويا أحمد . ولكن : يا نبي الله , ويا رسول الله , توقيرا له . وقيل : كان المنافقون يرفعون أصواتهم عند النبي صلى الله عليه وسلم , ليقتدي بهم ضعفة المسلمين فنهي المسلمون عن ذلك . وقيل : " لا تجهروا له " أي لا تجهروا عليه , كما يقال : سقط لفيه , أي على فيه .
بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ
الكاف كاف التشبيه في محل النصب , أي لا تجهروا له جهرا مثل جهر بعضكم لبعض . وفي هذا دليل على أنهم لم ينهوا عن الجهر مطلقا حتى لا يسوغ لهم إلا أن يكلموه بالهمس والمخافتة , وإنما نهوا عن جهر مخصوص مقيد بصفة , أعني الجهر المنعوت بمماثلة ما قد اعتادوه منهم فيما بينهم , وهو الخلو من مراعاة أبهة النبوة وجلالة مقدارها وانحطاط سائر الرتب وإن جلت عن رتبتها .
أنظر أخى الكريم إن ما يحبط العمل ليس الإساءه لرسول الله ولكن ما يحبط العمل هو مجرد الحديث العادى مع الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه بدون التوقير الواجب ناهيك عن الإساءه و التطاول على جنابه العظيم كما نرى هذه الأيام تحت دعاوى التوحيد و التوحيد مما يعملون براء
من هذا نستفيد أخى الكريم أنه إذا كان الحديث بدون الإجلال الواجب مع الحبيب يحبط العمل أى يضرب العمل فى صفر وكل مضروب فى صفر بصفر فالعكس صحيح كلما إزددت توقيراً وتعظيماً للمصطفى صلى الله عليه وسلم كلما ضرب عملك فى أضعافاً مضاعفه لا تعد ولا تحصى
وهذا يفسر لنا أقواماً نراهم يعملون عبادات كثيرة جداً ثم لا نرى أثر لهذه العبادات على معاملاتهم مع الناس ولا على سلوكهم وأخلاقهم ناهيك عن عدم رؤيه أثر عباداتهم على وجوههم لأنهم لم يوقروا الحبيب كما ينبغى لأن القاعدة التى نص عليها القرآن تقول:
كل عمل لا يزينه توقير الحبيب صلى الله عليه وسلم مضروب فى صفر (مُحبط)