تمر علينا في هذه الايام الذكرى الأولى لمولانا السيد احمد الميرغني رئيس رأس الدولة السابق ونائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ونائب رئيس مرشد الطريقة الختمية ، وتجى هذه الذكرى الاولى متزامنة مع الذكرى الاربعون لمولانا السيد على الميرغني طيب الله ثراه ، انه يوم صعب على الجميع بعدما نعى الناعي وفاة السيد احمد الميرغني بالقاهرة ، والجميع توافدوا الى ضريح السيد على بالخرطوم بحري ، الكل يبكي ... كان اليوم صعب جداً والخبر محزناً ، وامتلأت مساحة مسجد السيد على عن آخرها من المعزيين من كل رجالات الدولة الرسمية والشعبية ، وتوافدت القنوات المحلية والعالمية لنقل هذا الحدث التاريخي ، والكل اجمعوا على سماحة وطهر ونقاء مولانا السيد احمد الميرغني وطوال تاريخه الممتد ، حيث اكتسب هذا الطهر والنبل والعفة من والده السيد على الميرغني فرباه احسن تربية ، وكان يقول له ( الملك ) واي ملك انت يا مولانا السيد احمد ، كان الفقيد من القلائل الذين يعملون ولا يتحدثون بما يعملون ، كان وقته وجهده في خدمة الوطن ، كان همه الاول ان تكون الوحدة ولم الشمل ، والوفاق الوطني ، وعندما عاد الى السودان في مطلع العام 2003 قادما من القاهرة عاد اكثر حباً للوطن وعاد وهو يحمل في دواخله الكثير من الحلول للقضايا الوطنية واولها قضية دارفور التي شغلت الراي العام الداخلي والخارجي ، وكانت كلماته التي ظل يرددها . لا لنقطة دم سودانية ،،
لا للدمار .. لا للحرب ..
نعم للوحدة ...
هذه كلمات ظل مولانا السيد احمد الميرغني ، يرددها وهو مقتنع بان الوفاق الوطني ولم الشمل لا يأتي الا بالحوار والمناقشة ، حيث استقبلته جماهير الشعب السوداني قاطبة وجماهير الطرق الصوفية والختمية على اكملها بمطار الخرطوم الدولي ومن بعدها الى جنينة والده السيد على الميرغني بشارع النيل ، كانت الحشود الجماهيرية كبيرة جداً ضاقت بها شوارع الخرطوم ، وكان مشهد لاينسى ، وبمثل هذا الاستقبال الكبير الذي وجده عند عودته للبلاد تكرر هذا المشهد نفسه عندما استقبلته الجماهير بالامس وها هي تستقبل جثمانه الطاهر برفقة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بعدما وافته المنية بجمهورية مصر اثر علة لم تمهله طويلاً ، وهنا امتزج الحزن بالفرح برحيله الى الجنات وبقدوم مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ، وغالبت الدموع الجميع وهي تنظر الى جثمانه الطاهر وهو نازل من الطائرة وتنظر الى مولانا السيد محمد عثمان وهو يغيب عن البلاد قرابة العشرين عاماً ، في قضايا وهموم الوطن التي اوشكت ان تمزقه وان تشتت شمله ، وكان في استقباله العديد من كبار رجال الدولة رسميين وشعبيين وطرق صوفية ، والجثمان الطاهر ينقل الى جنينة والده السيد على كما استقبلته بالامس وها هي الان تستقبل جسده الطاهر ، وبعدها نقل الجثمان الطاهر الى مثواه الاخير حيث صلى به مولانا السيد محمد عثمان بمسجد والده السيد على ودفن جواره ، وكان المنظر اكثر حزنا على فقيد الوطن نفقده والسودان في امس الحاجة لمثل مولانا السيد احمد ، ولانقول الا ما يرضي الله ، كل نفس ذائقة الموت "